‫الرئيسية‬ الأخبار فن وثقافة ماذا فعلتم بالوطن؟!
فن وثقافة - منوعات - 3 ديسمبر، 2020

ماذا فعلتم بالوطن؟!

الحكومة تشعل نيران الحقد الطبقي بالتفرقة بين المواطنين وانسْ شعارات الدستور والكل سواء

وهيب صورة قوية2 1

ماذا فعلتم بالوطن؟! لومٌ خفي وصلني من بعض الأصدقاء في ردود على مانقلته تحت عنوان “رسالة إلى الرئيس” في ردودٍ على الخاص، أحدها حاول صاحبه أن يكون مهذبًا، إذ قال متسائلاً: إذ قال متسائلاً: لماذا لا تخفف الأمور شوية ولا تُذكّي نيران الحقد الطبقي، وأردف بسؤال آخر: أيهما أفضل لك يا سيد فلان أن تعيش على قد الحال في وطن آمن أم تكون مشردًا وبلا وطن؟!

ورغم ما بالكلام من تهديد مبطن، لن ألتفت إليه، إلا أنني أظن أن هذا الصاحب الخفي يعرف تمام المعرفة موقفي المبدئي في هذه القضية منذ ما قبل 30 يونيو2013 وحتى الآن بل منذ العام 2011 ، ولعله يعرف أيضًا أنني في غنى عن المزايدة بموقفي الذي تجرعت من أجله شتائم وسخائم، لم تنل منّي ولن، لسبب بسيط وهو قناعتي التي تتمثل في مبدأ ثابت كان ولا يزال- هو الثابت الأوحد عندي وهو “الوطن أولاً” رغم أن بعض المتنفذين في الأمور (وهو- أي الصاحب- ربما يكون مقربًا من هؤلاء المتنفذين ودوائرهم) لم يكن هذا مبدأهم، بحيث يفعّلونه ويجعلون الرد بالمثل وعمليًا “والمواطن الفقير أولاً” نعم بدت ملامح هذا في أقوال وأفعال الرئيس بإسكان جديد لبعض العشوائيات، وتكافل وكرامة للمعدمين، هذا جيد وجميل ولكنه محدود للغاية، إذ أن قلب الوطن وأعني بهم الفقراء وهؤلاء بالمناسبة أنا وأنت وأكثر من 70% من المصريين هم الفقراء الذين تقل رواتبهم عن 5000جنيه ، وبحسبة بسيطة فإن هذا المبلغ ربما لا يكفي أسرة مكونة من ثلاثة أفراد لضروريات الحياة حتى لو أكلوا طوال الشهر ثلاث وجبات فول وجبن وحين ميسرة يفكرون في اللحوم، وملابس من الوكالة، ولن أقول فسح أو ترفيه أو ملابس غالية أو حتى متوسطة الثمن!

ماذا فعلتم بالوطن؟!

وإليكم مثال واحد وهو موضع تساؤلات للكثيرين من أبناء الشعب: لماذا يكون هذا التفاوت الطبيقي الرهيب بين معدمين هم غالبية الموظفين الحكوميين مثل موظفي التعليم والصحة والإعلام والثقافة والمحليات بعمومها وكل الوزارات الخدمية، وبين مليونيرات أو ميسورين من نفس موظفي الحكومة مثل من تم توظيفهم بالبترول أوالكهرباء وجباة الضرائب؟!
رغم أن هذا الموظف المعدم قد يكون حاملا لأعلى الدرجات العلمية دكتوراة او ماجستير او أضعف الإيمان ليسانس أو بكالوريوس، في المقابل فإن رفيقه في الوطن والحياة قد لا يكون حاملاً لشهادات سوى شهادة الدبلوم المتوسط، ولكن شاءت الأقدار أن يكون قريبه او حبيبه مسئول أو نائب برلماني فسعى لتعيينه في البترول او الكهرباء أو المالية! ولا أتحدث هنا عن الخبرات التقنية مثل مهندسي البترول والكهرباء مثلاً.

هل أسوق لك أيها الصاحب الخفي المتخفّي أمثلة أخرى، إليك هذا المثال الذي لا تخطئه عين ولا يتغاضى عنه قلب به ذرة ضمير إنساني، الطبقية على أصولها، حين اهتزت او تعرضت للتصدع بعض عمارات حي الزمالك التي يسكنها بعض من كريمة المجتمع القدامى، أو زبدته كما يقولون، كان رد الفعل الفوري توفير شقق مماثلة أو صرف إيجارات لمدة شهر بأرقى مكان بالزمالك وللعلم بعض الشقق إيجارها بالزمالك يزيد على الـ 20 ألف جنيه، وحين تنهدم بيوت الفقراء، وانهدمت بالفعل في الاسكندرية وغيرها، لم يجد المواطنون سوى خيم الإيواء أو مراكز الشباب والحمام المشترك لعشرين أسرة!
هل أنا هنا بما كتبت وأكتب من أذكي نيران الحقد الطبقي أم هي الحكومة وبعلم الجميع؟!!

# باختصار الحكومة بفعل فاعل تزرع الحقد الطبقي بين أبناء الوطن الواحد، ولن ينجو من أخطار ذلك أحد لا المسئولين ولا المتنفذين ولا الوطن نفسه، وأقل ما سيحدث ربما تتعطل قاطرة التنمية وستظل الإنشاءات والإنجازات مجرد صروح مبهرة ولكنها خاوية من الداخل، إذ أن الإنسان المنوط بتنميتها وتشغيلها لم تتم تربيته ولا مساعدته على التنشئة الصحيحة وأول أساساتها هو عدم العوز او الاحتياج أو الحقد على من حوله ممن يعرفهم، لكن الظروف ساعدتهم وهؤلاء قلة لكنها مؤذية ومؤثرة، في حين أن الفقراء والمعدمين من آباء الأطفال الذين ننتظرهم كشباب بعد سنوات قليلة يساهمون في البناء، وأيضًا الشباب الحاليين من 18 عامًا- 35 عامًا وهم الفئة التي تنهض بها الأوطان عمليًا وتحفظ استمراريتها لا يجدون أدنى حقوق الحياة وهي المساواة مع أقرانهم، أو مساعدة آبائهم في تنشئتهم تنشئة صحيحة!

ماذا فعلتم بالوطن

# ويبقى السؤال الأهم: ماذا تنتظرون من شباب زيفتم وعيه بإعلامجية ماركة “نباطشية الفرح” وهؤلاء الإعلامجية- بالمناسبة- أضرارهم على مشغليهم أولاً أكثر من فوائدهم، وجرّفتوه ثقافيًا بتسييد برامج الطبخ والفهلوة وأصوات الزعيق المزعج؟!

# ساعدوا الآباء أولاً، تجدوا فيما بعد شبابًا ينهض بالوطن ويحميه ويحافظ على إنجازاته وينمّيها

اترك تعليقاً

‫شاهد أيضًا‬

فهد العتيق قاطع طريق روائي

.. “قاطع طريق مفقود”.. ما أن تقع عيناك على هذه الجملة فوق غلاف رواية فهد العتي…