رياض عبد الستار.. فارس العمل العام

عبستار22

عبستار22

  .. وأنت تقطع طريق أم تسعة/قلندول في غابر الأزمان- ليلاً بين زراعات القصب- لعلك مثلي لم تكن تشعر بالأمان إلا حين تصل بك قدماك إلى “حوض الخمسين” أو “كوشة الحاج عبد الستار”. والكوشة هو اسم قمين لحرق وتحمير الطوب اللبن بإشعال النار فيه، ولمَ لا؟ على الأقل إن لم تسمع أصوات عدة رجال يقومون بري زراعات الحاج ومعهم أحد ابنيه، إما ابنه الأوسط الحاج حسن، أو ابنه الذي يليه ترتيبًا في العمر الحاج إبراهيم، على الأقل ستجد خفيري الدرك في الكمين بالعشة التي تجاور القمين.
وأينما يكون الحاج عبدالستار سواء في المنطقة التي يوجد بها بيته الكبير، أو حين يكون قادمًا في دروب البلد من مشوار يركب حصانه أو حماره ذي البردعة المتميزة ويمسك بشمسيته البيضاء، تشعر أيضًا بالأمان، صوته الودود الخفيض يقربك إليه حين يحييك بتحية الوقت؛ إن كانا صبحًا؛ فللكبير: صباح الخير ياعم فلان، وللصغار ومن هم في عمر أبنائه بل وأحفاده: صباح الخير يارجالة، وإن كان الوقت مساءً فالتحية مساء الخير، قامته المنتصبة دومًا في عزة وإباء وشمم، ووجهه الأبيض الأشهب يمنحه وقار الكبار الكبار، أبناء الخير كله كما يقول أهلي في قلندول، ورغم أنه من أكبر مالكي الأراضي الزراعية في القرية كلها، بل وفيما حولها من قرى وعزب، فإنه كان مثالاً للتواضع دون ادعاء، تعامل بكل احترام مع كل الناس صغيرهم قبل كبيرهم، فقيرهم قبل الميسور منهم، فاحترمه وأحبه الجميع دون استثناء.

الحاج عبدالستار حسن

  ولأن بستان الرجولة والشهامة والمحبة لا ينتج ولا يثمر سوى ورودًا ناضرة، هكذا كان ولا يزال كل أبناء الحاج عبدالستار بدءًا من المرحوم الأستاذ خليفة عبدالستار والحاج حسن والحاج إبراهيم وأخيرًا أصغرهم أو آخر العنقود وهو الأستاذ رياض عبد الستار، ومازلت أتذكر الحاج حسن وكان عضوًا بالمجلس المحلي لمركز ومدينة ملوي، حين كنت ألتقيه بالنادي الاجتماعي أو كما يسمونه نادي العائلات وسط مدينة ملوي، وعرضت عليه إنني ومجموعة من شباب الأدباء والمبدعين ننتوي إقامة نادي ثقافي داخل هذا المكان الفسيح، وقف معنا بكل رجولة وعرفنا على مدحت بك عفيفي الذي رحب بالفكرة وأوصى بنا المرحوم المهندس علي رياض مدير النادي خيرًا، بل وقال له مشاريب الأساتذة وضيوفهم كل يوم اثنين على حسابي!
أما آخر العنقود وهو الحاج رياض الذي سلك سلوكًا يختلف كثيرًا عن والده الرجل الطيب الودود “المختصر” أي في حاله ولا يتدخل في شأن أحد إلا بكل خير، ولم يكن يهتم بالسياسة من قريب أو بعيد، ولكن النهج المختلف للحاج رياض كان في صميم أفعال الوالد الاعتيادية للسعي لقضاء مصالح أهل بلده قدر استطاعته، وانتهج العمل السياسي بدءًا من المحليات، إن لم يكن بدأه من قبل ذلك بسنوات طويلة، سواء على مستواه الفردي بعضويته للمجلس المحلي للمحافظة المنيا، أوفيما كان يمارسه وينظمه من دورات في كرة القدم ومعه أقرانه من شباب قلندول، وما الرياضة وكرة القدم بالتحديد سوى سياسة من نوع آخر، فهي اللعبة الشعبية التي يلتف حولها الجميع على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الاجتماعية والثقافية، وهي التي تنمي وتقوّي من التقارب بين شباب القرى والمراكز المختلفة بالمحافظة وخارجها، إلى أن اشتد عوده السياسي، ولأن الثمرة تعرف من أصالة منبتها أو جذورها، نال رياض ثقة أهل بلده قلندول وقرى مركز ملوي التي تبلغ 75 قرية، وأصبح عضوًا بمجلس الشعب منذ العام 2005، وحتى الآن بعد تغيير الاسم إلى مجلس النوّاب.

الحاج خليفة عبدالستار

   ولا يبدو رياض- حتى لمن لا يعرفه- ويراه للمرة الأولى؛ أنه شخص غريب عنه، بل إنه ورث فيما ورث من جينات الود والمحبة من أبيه الراحل الكريم الحاج عبد الستار، حتى من يختلفون معه، أو ربما أصابهم غبن ما؛ لأنه لم يستطع قضاء مصلحة شخصية لأحدهم لا يرون فيه إلا كل طيبة وشهامة، ولأن الناس في بلادي وغيرها من المحافظات درجوا على تقييم الشخص بقدر مايؤديه لهم من خدمات فردية، إلا أن رياض دأب ومنذ البدء على الاهتمام بكل ماهو مصالح عامة تفيد كل الناس سواء في قلندول أو القرى المجاورة، وليس مجرد مراضاة لشخص أو عائلة من أجل الأصوات الانتخابية، ولأن الشرف عملة نادرة في أيامنا هذه قد لا تعرفه مطابخ الساسة القذرة وألاعيبها، فإنه لا أحد يماري في نهج الشرف الذي ينتهجه رياض عبدالستار حتى مع منافسين له في المباراة السياسية الاجتماعية المؤهلة للدورة الجديدة لمجلس النواب 2021، وشأنه شأن أي رجل وهب نفسه للعمل العام، فإنه بلا شك يسمع كثيرًا لاتهامات وشائعات وأقاويل هنا وهناك، لكنه ينشغل عن كل هذه الترّهات بالعمل والعمل النافع للمواطنين عامة في أي قرية من قرى ملوي، وهو كما فرسان العصور القديمة يؤمن بأن رد الإساءة بمثلها لا يمحوها، بل يثبتها، والرد الحاسم كالسيف البتار على المغرضين هو العمل ثم العمل والإنجازات الفعلية التي تخدم الجميع.

النائب رياض عبدالستار يستجوب وزيرة التضامن لصالح الفقراء

  وخلال أكثر من خمسة عشر عامًا تحت قبة البرلمان كان رياض عبدالستار أكثر نواب المنيا تقدمًا بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة لرئيس الوزراء ومعظم الوزراء كلٌ في مجاله، وهو من أكثر هم سعيًا داخل لجان البرلمان لحل مشاكل في الري واستفادة الآلاف من مشروع تكافل وكرامة، إضافة إلى تمكنه وبجهوده ومساعيه لدى وزارة التموين أن يحل أزمة رغيف العيش في الكثير من قرى ملوي، ولدى وزارة البترول بالإسراع في توصيل الغاز الطبيعي، وهناك ماهو أهم في بناء الإنسان المصري بصعيد مصر، حيث يشهد الجميع له بجهوده في إنشاء مدارس في معظم قرى الدائرة، وتطوير وإقامة ملاعب لمراكز الشباب المختلفة ، كذلك إقامة سجل مدني بقلندول لأول مرة، وإنشاء مكاتب بريد ومنافذ لصرف المعاشات، وسعيه لتطوير ودعم مستشفى ملوي العام ومستشفى قلندول، وفي مجال خدمة المزارعين والفلاحين، نجح في الحصول على الموافقة على إنشاء محطات رفع المياه للترع للري، ولا ينسى النائب أيضًا دور الرياضة في توطيد الصلات والتقارب بين مواطني قرى المركز، ويواصل نشاطه في إقامة الدورات الرياضية بين شباب قرى ملوي.
ولعل آخر إنجازات النائب رياض عبد الستار في مضمار العمل الخدمي الاجتماعي؛ هو وقوفه في صف غير القادرين والفقراء ممن كانوا مطالبين بدفع قيمة التصالح على البيوت المخالفة والمقامة على أراضي زراعية، وجهوده البرلمانية واتصالاته الشخصية بالوزراء والمسئولين في سبيل ذلك، ونجح في الحصول على الموافقة على إعفاء هذه الفئات من دفع غرامة التصالح، وشملت الاعفاءات محدودي الدخل والأرامل والمطلقات، وزوجات نزلاء السجون والعمالة غير المنتظمة، والحالات الأوْلَى بالرعاية وغير القادرين، والأولوية في الاعفاءات لمن يتقاضون معاش تكافل وكرامة، وكذلك إعفاء المواطنين الذين ليس لديهم أوالذين لا يزيد دخلهم عن 2000 جنيه شهريًا، على ألّا تزيد مساحات العقار عن 80 متر دور أو دورين بشرط كل دور أسرة مستقلة. وتمت الموافقة على إعفائهم من قيمة التصالح نهائياً
وما لا يعلن عنه رياض؛ هو مايقدمه في الخفاء للكثيرين من الفقراء والمعوزين، في شكل مساعدات مالية أو مواد عينية، إضافة إلى ماقام به من إنشاء معهد ثانوي بقلندول على نفقته الخاصة ودون أي طنطنة أو بروباجندا إعلامية.

رياض في إحدى مواجهاته تحت قبة البرلمان من أجل انتزاع حقوق أبناء دائرته