أخبار إقتصادية - أخبار السعودية - 17 نوفمبر، 2023

عبدالعزيز مزيد.. عقلية اقتصادية سعودية واعدة

البيان العاجل 17 نوفمبر، 2023

0 2 ‫دقائق‬

يوسف وهيب

معظم البشر يتنوعون بين الطيب وصاحب المصلحة، ومن لديه هدف ما يريد تحقيقه، سواءً كان هدفًا شخصيًا أو ممن يخدمون ذوي التوجهات المختلفة المخالفة، كان معظم من يأتون من البلدان الخليجية ينقسمون إلى نوعين أو ثلاثة؛ إما مثقفون وهؤلاء هم من كنا نطمئن إليهم ونجالسهم ويصيرون أصدقاءً لنا بل إخوة، وهناك أيضًا من يحملون أسفارهم التراثية بكل ما فيها مما هو ضد الحياة والتقدم الإنساني، وهؤلاء كثيرًا ما تأذت منهم مجتمعاتهم بوقوفهم دومًا ضد أي بادرة للتقدم، فهم متمسكون بما كان ظنا أن الماضي دومًا هو الفردوس الجميل المفقود، والنوع الثالث من الراغبين في السهر وفي أماكن بعينها، وكان هؤلاء أخفهم وطأة فهم في حالهم يسهرون وينبسطون وينامون طيلة النهار.

هنا في قلب القاهرة تعرفنا إلى شعراء وكتاب سعوديون كثيرون، في مقدمتهم الشاعر المجدد الراحل علي الدميني وكان في شرخ الشباب قبل أن تنال منه الأيام القديمة ما نالت من تضييق وإبعاد وغيرها، كذلك لن تعرف طبيعة المواطن السعودي الذي يمثل العالمية ككائن إنساني قبل كل شيء لو لم تتعرف إلى “فايز محمود أبَّا”؛ ذلك المترجم والناقد الفذ الذي عاني الأمرين في شبابه بسبب تبنيه كل ما هو جديد وقبسه للنار بيديه ليحمل شعلة التنوير في زمن كان مجرد الحديث عن التنوير الثقافي يعد كبيرة من الكبائر، وكلمة تنوير بحد ذاتها كانت لا ترادف في أذهان البعض من الحرس القديم سوى “الجريمة” والانتقاص من الموروث، ولسان حالهم ينطبق عليه القول “ليس في الإمكان أبدع مما كان.. وهذا ما وجدنا عليه آباؤنا” أينما حطت به الوظيفة سواءً في جريدة البلاد أو غيرها من المؤسسات التي عمل بها.

وجود فايز في أي مجلس كفيل بزرع الطمأنينة وإشعال البهجة، لم أر إنسانًا يمنحك- دونما اصطناع- مساحة من الأمان تجعلك تتصرف على طبيعتك أيضًا؛ مثلما كان حضور “فايز أبَّا” كفيلاً بإزاحة تلال من العوادم البشرية وضجيج الشوارع حولك.

وفي القاهرة أيضًا أسعدني الصديق الروائي والناقد سيد الوكيل بالتعارف إلى الروائي والكاتب المتميز عبدالعزيز الصقعبي مدير تحرير “المجلة العربية” وهي إحدى منارات التطور الإبداعي والفكري في المملكة بعهدها الجديد
أما في أيامنا هذه فحدث بلا حرج عن نماذج من شباب المملكة كثيرة ومشرفة تبدو بحقٍّ أنها ثمار التنوير الذي زرعه السابقون، فلم يعد من المستغرب لتقول في نفسك؛ أن ما تراه هو مجرد فلتة من الفلتات، بل أصبح الأمر يقترب من الظاهرة ويقطع خطى متسارعة ليكون تيارًا من العمومية في كل مناحي الحياة. ولم يكن لهذه النقلة الحضاريية المهمة في تاريخ المملكة ان تتسامق هكذا وتؤتي ثمارها لولا المؤسسة على أعمدة راسخة أههمها القرار السياسي السيادي الذي يقوده بجرأة وجسارة وخطى وواثقة نحو التقدم والازدهار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويدعمه بطبيعة الحال عاهل المملكة العربية السعودية جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.

في طليعة هؤلاء الشباب الذين يقودون مسيرة التنوير الاقتصادي؛ الأكاديمي والمحلل المالي الدكتور عبدالعزيز مزيد وهو أستاذ مالية واقتصاد.

وتتنوع جهود وعطاءات عبد العزيز العلمية ليس في المجال الأكاديمي وحسب بل فيما يكتبه أيضًا عبر المنصات والمواقع المتنوعة ولعل أهمها “موقع صحيفة مال” ويتميز ما يقدمه فيها من مقالات رغم قصرها إلا أنها مركزة، عميقة بما يتناسب واهتمامات القارئ المتخصص، ومُبسّطة في آن فتتلامس وهموم القارئ العادي، فتفتح آفاقًا في ذهن المتلقي لكي يفهم وتتضح أمامه صورة المالية والادخار في أوضح صورها. يتميز أسلوب “د. مزيد” بالسهل الممتنع الذي يستطيع توصيل المعلومة بأقل المفردات لكنها في صميم الموضوع أو الطرح الذي هو بصدده. انظر مثلا كيف يفصل حالة الادخار والمالية في أحد مقالاته: “حلول ومنتجات التوفير والادخار، ربط المستفيدين بمنتجات الادخارعلى الصعيد الفردي، أولاً يجب أن تعيد وتكتشف حالتك المادية وذلك عن طريق تقييم حالتك المالية الحالية.

بعد الخطوة الأولى، تأتي الخطوة الثانية وهي أن تحدد أهدافك (قصيرة الأجل، طويلة الأجل).

بعد الخطوة الثانية، تأتي الخطوة الثالثة وهي أن تقيم نفسك من خلال الحقائق الموجودة (نقاط الضعف ونقاط القوة).

بعد الخطوة الثالثة، تأتي الخطوة الرابعة وهي أن تختار مستشاريك الماليين بعناية (بعض المتخصصين الماليين الذين يرون الصورة الكاملة لحياتك المالية).

بعد الخطوة الرابعة، تأتي الخطوة الخامسة وهي أن تعد خطة مالية مكتوبة؛ لأن التخطيط يعد أساسيًّا لرحلتك المالية ولا تنس يجب أن تكون مكتوبة.

وتأتي الخطوة السادسة؛ وهي أن تتعلم كيف تتابع برنامجك المالي أي المراجعة مثلاً كل ثلاثة أشهر والفحص والتقييم وذلك من خلال الصورة الكاملة وهل يجب الاستمرار أو إدخال تغييرات وتعديلات على الخطة.